الأحد، 15 يونيو 2014

المبداء الاول (1)

المبدأ الأوّل : مبدأ الترك لكل شيء يمضي ويحدث ـ ولتكن موافقاً وبلا معارضة 

كمية المعاناه عند كل شخص تعتمد على مدى تعلّقُه المباشر وعلى القدر الذي سيُقاوم به حقيقة أنّ " كل الأشياء تسير في طريقَها كما هي ." وكُلّ المعاناة والمضايقة ، بغض النظر عن مدىظهورِها ، هي ناتجة عن نوع من المقاومةِ التي نبديها نحن في تعاملنا معها . وهذا يَعْني أن عملية الإنتهاء من المقاومةِ سينهي المعاناة بحسب الدرجةِ التي يرغب الشخص بها ويكون قادراً على التَرْك والتسليم مهما حدث ليَكُونُ موافقاً ، وعند ذلك لن يعاني . وحالات الارتباط مع الناسِ أو الحالات أَو الأشياء ستبدو مختلفة عند النظر لدرجات التفضيل لمكانتها ، لذلك عندما يكون أي شيء ليس هو الذي تريده ، عليك أن لا تعاني ، وعندما هذا يَحْدثُ ، عليك أن تدرك أن سعادتكَ وسلامكَ لَيستا تَحْتَ سَيْطَرَة الظروف الخارجية.

الناس الذين يعيشون مع العديد مِنْ القواعدِ التي تدور حول كيف أن الأشياء يفترضُ أن تَكُونَ ، يسببنون لأنفسهم المعاناة الأكثر، لأنه ليس مهما عندهم كيف يُحاولونَ الوصول إلى العالمَ من حولهم لكي يتبع قواعدِهم ، وتلك القواعد التي تَنتهكُ في أغلب الأحيان وكل ينظر لها حسب رغباته وتفسيراته الخاصة .

عمللية الترك مع القبول بغض النظر عن ما يحدث لا يعْني بأنّك لا تَستطيعُ الاتجاه لعمل الأشياءِ من خلال طريقِها التي تُريدُها لِكي تكونه ؛ إنها تعني فقط بأنّك تُفضّلُ النتائجَ التي تُريدُها بدلاً عنْ أَنْ تُدمَنَ عليها . والمفتاح عندها سيكون بالتعامل والمُعَالَجَة للحالاتِ الصعبةِ والأفكار والمشاعر التي لَيستْ فيها مُقَاوَمَه ، لكنها بدلاً عن ذلك تصبح في حالة التقبل الكامل الممكن . تقبلْ ما يَحْدثُ وكل ما تفكر وتشعر به ، حتى لو كان مُزعجُاً .

وهنا سيبدو وكأن المضايقة مَخْلُوقةُ مِن قِبل الذي نُقاومُه ، وفي واقع الحال فإنها تأتي مِنْ المقاومةِ نفسها .

توقّفْ عن المُقَاوَمَة والمضايقةَ أيضاً . فمن خلال القبولِ ، فإنك تُشجّعُ نفسك على الشَفَاء والتحوّلُ ، أَو على التخلص من مادّةَ عقليةَ أَو عاطفيةَ عالقةَ . فعندما تَحسُّ بالمقاومةً ، عليك أن تقابلها بالقبول ِ. من المذهل أنه عندما تَتوقّفُ عن المُقَاوَمَة ، ستكون أكثر فعالية بكثير في القدرة على الخَلْق لأيّ تغيير خارجي َرُبَّما تفضله ( ولَيسَ إرتباطاً ) به .

المبدأ الثاني هو مبدأ العتبة الاستهلالية ( الشيفرة المحمولة )

كُلّ شخص لديه عتبة شخصية لما يُمْكِنُ أَنْ يحمله مِنْ بيئتِه ، مستندة على تركيبِة خريطتِه الشخصيةِ الخاصةِ بحقيقةِ مفهومِه حول من هو وكيف هي علاقته ببقيّة الكونِ . وعندما تكون خريطتكَ عنْ الحقيقةِ لا تَستطيعُ التعامل بها مع بيئتك ستُصبحُ متوتراً . وعندها ستحاول التَعَامُل مع ذلك التوتر منِ خلال آلياتِ مُخْتَلِفةِ تَعلّمتْها أثناء طفولتك . وهذه تتضمن الغضب والكآبة والقلق والخوف وسوء إستخدام المادةِ ، والأكل الزائد وغيرها مما يعتبر "أكثر صحّياً ، "مثل التمرن على الكلام مَع الأصدقاءِ ، أو العزلة والعديد مِنْ الحالات الآخرى .

كُلّ هذه المشاعر والسلوك المختله تحمّل الآلياتَ الحقيقية التي إستعملتْ في محاولةِ التَعَامُل مع توتر الوجود على هذه العتبةِ . لذلك فإن "العلاج" لمثل هذه المشاعرَ والسلوكَ هو أَنْ تزِيد تلك العتبةِ ( وبطريقة التأمل بالذات، وخصوصاً التأمل بالتقنيات السمعية العملية ).

فالمشاعر والسلوك المختلة لَيستا مسببتين من الناسِ الآخرينِ أَو من الظروفِ الخارجيةِ ، بغض النظر عن كَيف يبدوان ، والناس مَع العتبة العالية تَبْقى السعادة والسلام ، ويكونون مركزين بغض النظر عن ما يحْدثُ حولهم .

عندما يعاني الناس من الصدمة أثناء الطفولةِ ، فإن عتبتهم لا تَنْضجُ عادة . فيَصِلُ مثل هؤلاء الناسِ إلى سنَ الرشد مَع عتبةً منخفضه ويكون سهل دفعهم للماضي أكثر بكثير ، وبذلك يتَمْسكُون بالمشاعرِ والسلوكِ المختله كثيرِاً على الأغلب .

عملية رَفْع هذه العتبةِ من خلال الممارساتِ العلاجّيةِ أَو الروحيةِ تُسبّبُ اختفاء المشاعرَ والسلوكَ المختله بشكل تدريجي ، لأن العتبةَ تصبحُ في النهاية عاليه جداً بِحيث يُصبحُ من الصعب لأيّ شئِ أن يدَفْع الشخص خلفها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق