الأحد، 15 يونيو 2014

الريكي وحقل الطاقة 3

دعا أفلاطون هذا الحقل الجوهر quintessence، مشيرًا إلى خمسة عناصر: التراب، الهواء، النار، الماء والأثير. ونحن ندعو هذه الطاقة "ريكي": طاقة قوة الحياة الكونية.
كما يوفر حقل نقطة الصفر، أو طاقة قوة الحياة الكونية، وسطًا يمكن عبره إرسال الطاقة عن بعد على شكل طاقة ريكي أو صلاة أو علاج شاماني إلى متلقِّين بعيدين على نحو متزامن.
وقد بدأ العلماء في استكشاف إمكانية إبداء حقل طاقة قوة الحياة الكونية وعيًا كوسموسيًا بالإضافة إلى خصائصه الأخرى.
هل حقل نقطة الصفر هو هالة الله ؟ ربما.
الطاقة الكونية والعلاج بالريكي
ينبع العلاج بطاقة الريكي من منظومات الحكمة القديمة ذات العلاقة بطاقة قوة الحياة الكونية المتكشَّفة في الأديان والأساطير وتقاليد الشفاء بالطاقة في كل أنحاء العالم.
تعود ممارسات الشعوب البدائية للعلاجات الشامانية إلى ما قبل التاريخ ، وهي تعتمد على فهم عميق للعالم الأرواحي وحقل الطاقة الكونية وحقل الطاقة البشرية ، أو الهالة الأثيريةaura. ويستعمل المعالجون الشامانيون "القدرة" power من أجل التقويم الذاتي والاستشفاء والحصول على الحكمة الروحية. وتجيء هذه القدرة من الانتباه الوحيد الاتجاه والتكرُّس لطريق الروح والقدرة البارعة على التعامل مع طاقة قوة الحياة ضمن النفس ذاتها وفي البيئة المحيطة. هذه "القدرة" ليست بالضبط مثل كونداليني[6] kundalini أو برانا أو كي ، لأنها تمثل هذه الطاقة مضافًا لها القصد المركَّز للمعالج الشاماني المرتبط بنسب سلالي محدد تمامًا وبالعالم الروحاني.
لقد أكدت المنقولات الروحية الهندوسية القديمة على أن الصحة والنماء الروحي يعتمدان على موازنة أنظمة طاقة الجسد وتعزيز تدفق طاقة قوة الحياة الكونية عبر مراكز الطاقة الرئيسية أو التشاكرات chakras المتموضعة على طول العمود الفقري وفي الرأس.
ويتطلب هذا التوازن والتعزيز انضباطًا وتركيزًا ودأبًا وجهدًا صبورًا من جانب الفرد الذي يأمل في ممارسة التأمل وتطهير الجسد وسلوك الاعتدال في كل مظاهر الحياة وإنجاز جملة من الممارسات الروحية الأخرى.
منذ أكثر من 5000 سنة، ركزت المنقولات الروحية الهندوسية على شكل أساسي من الطاقة يدعى برانا prana، "نَفَس الحياة"، الذي هو أساس ومصدر الوجود برمَّته. ويزاول اليوغانيون Yogis تقنيات التنفس والتأمل والتمارين البدنية من أجل تصعيد طاقة قوة الحياة هذه في دواخلهم. إنهم يأملون في تنشيط الطاقة الكهربائية ضمن العمود الفقري المعروف لدى اليوغانيين بـ"كونداليني"، وبالتالي تحقيق حالات متغيرة من الوعي، وصولاً في نهاية المطاف إلى التحقُّق الذاتي أو الاستنارة الروحية.
في الألفية الثالثة قبل الميلاد، تحدث الحكماء الصينيون عن طاقة حيوية ضرورية لإدامة الحياة ودعوها Ch’i ,Ki. وقد نظر الصينيون إلى Ki بوصفها الطاقة الكونية المنبثَّة في الكوسموس بأسره. ويعتمد النظام الاستشفائي الصيني عن طريق الوخز بالإبر على تحقيق التوازن بين قطبين اثنين من تجليات Ki، يدعيان ين ويَنغ[7] yin and yang داخل الجسد البشري.
ويروي المنقول المسيحي قصة عيد العنصرة، عندما نزل الروح القدس على حواريي المسيح الإثني عشر، فدخلوا في حالة أسمى من الوعي وجالوا البلاد طولاً وعرضًا يتلون الدعوات ويعظون بالإنجيل علنًا وبلا وجل. وقد تمكنوا من شفاء الكثير من الناس عن طريق الصلاة والتدليك بالأيدي.
تتحدث تعاليم الحكمة ليوغانيي العالم الغربي، المعروفين بالخيميائيين، بالتفصيل عن الطبيعة الحقيقية لحقل الطاقة الكونية وعن خصائصها الشافية.
لقد أماط الخيميائي الأسطوري هِرمِس مثلث العظمة[8] Hermes Trismegistus اللثام عن الكثير من الحقائق الجوهرية حول العلاقة بين الهالة البشرية وحقل الطاقة الكونية في عمله التنويري، رغم ما اكتنفه من إبهام، "ألواح تحوت الزمردية" The Emerald Tablets of Thoth، حيث يكتشف المكرَّس من خلاله أن اللوغوس، كلمة الله في الكتاب المقدس، هو نور حي سائل. فالكلمة، ذاك النور الحي السائل، مركَّبة من وعي كوسموسي، محبة الله. الكلمة متمادية مع الكوسموس. وفي الجوهر، هذا اللوغوس هو هالة الله، ونحن جميعًا نعيش في ظل هذا الحقل المحب الخيِّر لطاقة قوة الحياة الكونية.
يدعو هرمس هذا الوعي، هذا النور الحي السائل، "قوة كل القوى" The Strength of All Strengths، "الكائن الأوحد" The One Thing، زئبق الخيميائيين. فطبيعة الزئبق هي المحبة النقية. وتتجلى هذه الطاقة على المستوى الجسدي، كطاقة جنسية. أما على المستويين العقلي والروحي، فيظهر الزئبق مثل نور صاف أو الروح القدس الذي سكن تلامذة المسيح في عيد العنصرة.
زئبق الخيميائيين هو مكافئ لطاقة كونداليني التي يستنهضها في دواخلهم الشرقيون المتعمِّقون بتقاليد اليوغا في مجرى عملية الاستنارة. ويتم إيقاظ طاقة كونداليني عند قاعدة العمود الفقري من خلال عاطفتي المحبة والرحمة، ويُرفع عبر النقاء لكي يفتح القلب، ويتحول هناك إلى نور صاف، أو الروح القدس، ومن ثم يُصعَّد إلى تاج الرأس، مانحًا الاستنارة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق