الأحد، 15 يونيو 2014

المبداء (8) والاخير

لمبدأ الثامن : مبدأ الكونِ المحايدِ

كُلّ شيء في هذا الكونِ محايدُ. والمقولة القديمة " لا شيء جيدُ أَو سيء ، لكن التَفْكير يَجْعلُه كذلك " هي حقيقية . ونستطيع تطبيق المعنى على كُلّ شيءِ نواجهه . فهذا التَطبيق في المعنى سيُصبحُ جزءَاً من خريطة حقيقتنا ِ. لأن نُطبيق هذه المعاني بشكل غير واعي، ينسينا بأنّ لا شيءِ لَهُ أيّ معنى جوهري حقاً ، وبأنّه أمّا أن نطبق هذه النوعياتِ والمعاني على الناسِ والأشياءِ في حياتِنا بأنفسنا ، أَو أنهم يطبقوا علينا عندما كنا صغاراً بحيث لا نعرف الأفضل

لهذا فإن الناس يمكنها أَنْ تطبق بمعاني مختلفه بالكامل على نفس الشيءِ . لأنك تطبق كُلّ ما تَقْصدَه على كُلّ شيءَ ( حتى لو أنك فعلت ذلك بشكل غير واعي )، فأنت يُمْكِنُك أَنْ تَخْلقَ العالم الذي تُريدُ من خلال المعاني التي تَختارُ تطبيقها على الناسِ والأشياءِ في حياتِكَ . إجعلْ كُلّ شيءَ جيد ، والعالم سيكون جيدُ ؛ اجْعلُ كُلّ شيءُ سيء والعالم سيكون سيء

في معظم الحالاتِ، نحن لا نَختارْ الطريقَ بشكل واعي لتطبيق المعاني.إنها تنتقى مِن قِبل مقدمي رعايتنا الأساسيينِ بثقافتهم المختلفة عنا عندما كُنّا صغاراً جداً عن معْرِفة الأفضل . وعلى أية حال فأنه يمكننا أن ندركُ بِأَنَّ هذه التطبيقات للمعاني هي اعتباطية ، ويمكننا تغييرها في أي وقت نريد .

رجل حكيم قالَ لهملت الفنان المسرحي الشهير مرّة : أنت عظيم عندما تمثل ، لكن لا تقع بالفخ في تفكيرك أنك هملت هو من يمثل ." إذا كنت تَعتقدُ بأنّك هَملِت ، فإن حياتكَ ستكون مأساة ، لأن كُلّ شخصَ يَمُوتُ عند نهاية المسرحيّة. أما إذا عْرفُت بأنّك فقط تمثل ، فيُمْكِنُك أَنْ تَقْضي وقتاً ممتعاً مَعه . بنفس الطريقة ، إذا كنت تَعْرفُ كُلّ شيءَ محايدُ بشكل فطري وبأنّك طبقت كُلّ ما تَقْصدَه على كُلّ شيءَ في الحياةِ ، فأنت تَلْعبُ كممثل ، ويُمْكِنُك أَنْ تَكُونَ خالقَاً لتجربتِكَ الخاصةِ ، وإذا نسيت أو أنك تَعتقدُ بأنّ الناسِ والأشياءِ حقاً تمضيْ بشكل فطري لَهُم وأن المعاني التي تعلمتها كَانتْ وأنت صغير وتريد استجوابهم عليها تَفْقدَ قوَّتَكَ المبدعةَ ، وستعاني من مستوى ما تستطيع تحقيقه في عملية الخلق .

تمرينات التأمل تَخْلقُ الوعي الموسّعَ بشكل تدريجي الذي يَسْمحُ لك للتَرَاجُع ورُؤية أن لا شيءِ في الكونِ لَهُ أيّ معنى فطري أو غريزي .

هَلْ كل هذا يَعْني بأنّه يُمْكِنُك أَنْ تَعمَلُ أيّ شئُ تُريدُه ، حيث أن ليس هناك حقّ فطري أَو خاطئ؟ الإجابه هي لا، فكُلّ الأعمال لَها النتائجُ ، والشخصُ الواعيُ يرى نتائجُ كُلّ شعور وكُلّ فكر وكُلّ عمل ، ويَتصرّفُ وفقاً لذلك ، ليَأْخذُ المسؤوليةَ الكاملةَ عن ما خَلقه .

عندما تكون في خطر، دقّقُ الرُؤية فيما إذا كنت قد إنتِهكت أيّ من هذه المبادئِ ، أَو إذا كنت تنَظْر لحالةِ من خلال فلترة هذه المبادئِ لتَخْلقُ التغيير. عليك أن تجعل حياتكَ مسيره وفق هذه المبادئِ ، وأنت سَتَخْلقُ السعادةَ المتزايدةَ والنجاح والسلام الداخلي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق