الأحد، 15 يونيو 2014

الريكي وحقل الطاقة

الريكي وحقل طاقة نقطة الصفر
كيرتس لانغ
علم الريكي
من المفترض أن تكون طاقة الريكي مستمدة من مصدر كل الخلق ، وأن هذا المصدر هو القوة الحيوية التي تغذي الكوسموس بأسباب الوجود وتسرِّب فينا النور والحياة ، وتنشأ عنها هياكلنا الجسدية وكل أشكال المادة .
يدور التساؤل أحيانًا عمَّا إذا كانت طاقة الريكي ضرب من الوهم ؟ وهل يمكن جني منافع بتأثير علاج وهمي ؟ ما هو الأساس العلمي لوجود مثل هذه الطاقة ؟ هل طاقة قوة الحياة الكونية هذه مُنْشَأ ميتافيزيقي ، أو رمز أو أسطورة ؟
على العكس، يجدر بنا أن نسأل أنفسنا إن كانت تصوراتنا العامة للواقع تخلق أوهامًا. قد تكون أجسادنا وأنواتنا egos مجرد وهم.
ربما تكون الطاقة هي الطبيعة الجوهرية للواقع ، اللبنة الأساسية لكل ما هو كائن في الكون المُدرَك. فلو كان بوسعنا معاينة تبدلات الطاقة الجارية من حولنا ، لعشنا حياة مختلفة تمامًا .
إنما، قد يكون من الصعب تصوُّر ممارس الريكي متناغمًا مع مصدر طاقة لامحدودة ، ومن ثم إعمال حدسه ونيَّته على توجيه هذه الطاقة على نحو علاجي ، في كون القرن الثامن عشر النيوتوني – كون الفيزياء 101، حيث كان الافتراض السائد هو أن الذرات مُشكَّلة على غرار كرات البليارد ، وأنه يمكن اختزال كل فعل ورد فعل في العالم إلى مخططات بيانية محضة ومعادلات رياضية سلسة.
تفترض الفيزياء النيوتونية الكلاسيكية أن الكوسموس مُكوَّن أوليًا من فراغ emptiness – خلاء vacuum خلوٍّ من المادة والطاقة. ففي هذا النموذج الكلاسيكي يتركب الكون أساسًا من فضاء مَوَات ، وتتشكل الكائنات ضمن هذا الفضاء الفارغ كليًا عند
المستوى الأكثر أساسية للمادة والتي تمتلك كتلة. وبسبب هذه الكتلة الجوهرية ، تنزع المادة إما إلى السكون أو البقاء متحركة حالما يتم تحريكها. وهذا ما يدعى بـقانون القصور الذاتي law of inertia.
لقد جُوبهت هذه النماذج العلمية القديمة بتحدٍّ تمثَّل بالكشوفات العلمية الحديثة من جهة ، ومن جهة أخرى بالمنظومات الحِكَمية القديمة التي تمضي بعيدًا في شرح ماهية الريكي ومصدر طاقته وآلية عمله .
وفيما يخص هذا المسار ، تُبيِّن النماذج العلمية الحديثة أن الطاقة هي المصدر الأساسي لكل المادة في الكون ، بما في ذلك الكائنات البشرية. فنحن جميعًا ، بمعنى ما ، كائنات من ضياء.
لقد علَّمتنا الفيزياء الكلاسيكية أن المادة هي مدماك الكون ، وأن الفضاء خلاء ، وأن الاحتكاك يفني العزم.
فالبندول المهتز سيستقر في نهاية المطاف ، إن لم يُنشَّط على الدوام بفعل قوة خارجية ، كنابض مثلاً.
لكن في القرن العشرين، برهنت فيزياء الكم نظريًا على أن كل المهتزَّات تواصل "اهتزازها" عشوائيًا حول "نقطة استقرارها"، مع وجود قدر بالغ الصغر من الطاقة دومًا.
ودعا علماء فيزياء الكم الحالة الأساس لأية منظومة اهتزازية طاقة نقطة الصفر zero-point energy. ويشير مصطلح "طاقة نقطة الصفر" إلى درجة الحرارة صفر على مقياس كلفن، وهي تعادل 214،7483648 درجة على مقياس فهرنهايت، وتم الاتفاق على أنها تمثيل رمزي لانعدام أية شكل من أشكال الحرارة ، كما في "خلاء" الفضاء[2].
ووجد علماء الفيزياء الفلكية، مسترشدين بأعمال فيزيائيي الكم في بحثهم عن جذور القصور الذاتي ، أن فراغ الفضاء السحيق هو في الحقيقة مصدر لامحدود ذاتي الاكتفاء من طاقة نقطة الصفر، والتي بدت لبعض هؤلاء العلماء أنها الطاقة الكلية الوجود في الكون .
ليست المادة هي اللبنة الأساسية للكون كما أعلنت الفيزياء النيوتونية . فطاقة نقطة الصفر المتمادية مع الحقل الواسع لفراغ الفضاء السحيق ، تبدو أنها الأصل الحقيقي لكل مادة في الكوسموس.
في ثلاثينيات القرن المنصرم، وصف فيزيائيو الكم الفراغ بحالة الحد الأدنى من الطاقة حيث تؤدي التموُّجات الدقيقة لطاقة نقطة الصفر إلى تشكيل مطرد لأزواج جسيمات – مضادات جسيمات.
بعيدًا عن اعتباره حالة موات، تم الكشف عن "خلاء" الفضاء من أجل توليد مستوى منخفض من الطاقة الخلفية background energy، وعلى نحو متزامن، من أجل تكثيف جسيمات الطاقة الأكثر أساسية، اللبنات ما دون الذرية للمادة.
واليوم، يدعو العلماء هذه النسخة المعدَّلة لطاقة الفضاء السحيق "حقل نقطة الصفر" Zero Point Field (ZPF).
ويختلف العلماء بخصوص مقدار الطاقة الموجود في حقل نقطة الصفر، لكن الحائز على جائزة نوبل ريتشارد فاينمان، بالإضافة إلى جون ويلر، أحد أتباع آينشتاين، يُقدِّران أن حجم كوب قهوة من طاقة نقطة الصفر هذه يكفي لتبخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق