الأحد، 15 يونيو 2014

الريكي وحقل الطاقة 2

حجم كوب قهوة من طاقة نقطة الصفر هذه يكفي لتبخير محيطات العالم جميعًا.
إنها طاقة كافية لتوفير مصدر لامحدود من طاقة قوة الحياة الكونية من أجل ممارسي الريكي وأشكال الطاقة الأخرى في جميع أنحاء العالم إلى الأبد.
هالة جوهر الخلق ـ الله
أنا أفترض أن مصدر طاقة الريكي ينشأ مما درج بعض العلماء المعاصرين على وصفه بحقل نقطة الصفر – حقل تملأ فيه طاقة منخفضة المستوى ما يبدو أنه انفساح فارغ للفضاء السحيق. وقد بدأ بعض العلماء النظر إلى حقل نقطة الصفر بوصفه مصدرًا لامحدودًا للطاقة، بل ومصدر كل مادة في الكون.
ومع نشر البحوث العلمية للفيزيائيين الفلكيين الأمريكان هال پوتهوف وبيرني هايش وألفونسو رويدا، حازت هذه الرؤية الجذرية للكون على أرضية مؤسِّسة في تسعينيات القرن المنصرم، حيث تخطَّت بحوث هؤلاء العلماء النموج النيوتوني. فوفقًا لنيوتن، المادة هي اللبنة الأساسية للطبيعة، وبامتلاكها كتلة جوهرية يمكن أن تتحول إلى طاقة. أما پوتهوف وهايش ورويدا فقد نحوا منحى معاكسًا؛ لقد نظروا إلى الكون بكليته، وكل مادة ضمنه، كخلق ضوئي. فالمادة وهم محض بالنسبة إلى هؤلاء الفيزيائين الفلكيين.
"هل المادة وهم؟ هل يعوم الكون على بحر فسيح من الضوء توفر قوته اللامرئية المقاومة التي تعطي للمادة ملمسها الصلب؟"، تتساءل مجلة Science and Spirit، "لقد تعقَّب الفيزيائي الفلكي بيرنهارد هايش وزملاؤه المعادلات إلى بعض الاستنتاجات المُقنعة – والاستفزازية ربما".
ينظر بثوف وهايش ورويدا إلى "المادة" بوصفها مركبًا من "جسيمات" ضوئية دون ذرية مُتسارِعة في خلاء نسبي، خلاء مملوء بمحيط من الطاقة الخلفية يُدعى حقل نقطة الصفر. ونظرًا لتفاوت كثافة حقل نقطة الصفر من مكان إلى آخر، تواجه الجسيمات الضوئية دون الذرية مقاومة من الحقل لدى تنقلها، مما يسبب اندماج هذه الجسيمات المتسارعة في حقول أكثر تركيزًا، وبالتالي تشكِّل "المادة" في نهاية المطاف.
وتواجه هذه "المادة"، أو الضوء المندمج، مقاومة متزايدة من حقل نقطة الصفر فيما هي تتشكل، فينشأ ما يطلق عليه الفيزيائيون مصطلح "القصور الذاتي".
انطلاقًا من هذه الرؤية للواقع، كل الكائنات، مهما كان حجمها أو كثافتها أو ثقلها، سواء كانت ذات روح أم جماد، واعية أم غير واعية، فإنها تتألف من مجموعة من الشحنات الكهربائية المتفاعلة مع بحر خلفي من الحقول الكهرومغناطيسية وحقول طاقة أخرى.
لقد تعاملت صيغة آينشتاين الفيزيائية E=Mc2 (طاقة جسم تعادل جداء كتلته بمربع سرعة الضوء) مع المادة والطاقة على أنهما مفهومان مختلفان من الظواهر، مبيِّنة إمكانية تحول المادة إلى طاقة والعكس بالعكس.
لكن الفرضية العلمية الجديدة تنظر إلى المادة بوصفها شكلاً من أشكال الطاقة الناشئة عن حقل نقطة الصفر.
في هذا النموذج للكون، حقل نقطة الصفر هو مصدر كل الخلق، وهو يملأ كل الكوسموس بما في ذلك ما يبدو جليًا للعين البشرية المجردة مثل الخلاء بين الكواكب والنجوم. ويتخلل حقل نقطة الصفر كل الفضاء، وجميع الكائنات الحية وغير الحية فيه، رابطًا بعضها ببعض. فهذا الحقل مكوَّن من ضوء مرئي ولامرئي، من أطوال موجية مختلفة.
وتُفسَّر المقاومة لحركة الموجات/الجسيمات الضوئية ما دون الذرية خلال حقل نقطة الصفر على أنها مسببة للجاذبية ولتعجيل اندماج هذه الموجات/الجسيمات الضوئية فيما ندعوه المادة.
في حركة حقل الطاقة الكوني هذا للأطوال الموجية المختلفة، وبينما يولد قوى وحقول تجاذبية وكهرومغناطيسية، يشكل دوامات من الطاقة الواسعة والصغيرة، خالقًا مجرات وأنظمة شمسية ونجومًا وكواكب، وحتى أشكال الحياة المتطورة على الكواكب خُلقت على هذا المنوال.
ووفقًا لهذا العلم الجديد، نحن جميعًا كائنات من ضياء، حقول مُمركزة من طاقة قوة الحياة الكونية المُبلوَرة، في ترابط مع كل ما هو موجود بحكم كونه متضمَّن في الحقل الكوني الأكبر.
العلماء الذين يستكشفون هذا النموذج الجديد للكون يجدون أن رؤيتهم تتلاقى مع الحكمة القديمة للتقاليد الصوفية التي وُجدت في كافة أنحاء العالم. فعلى مرِّ التاريخ، وفي العالم أجمع، صوَّر صوفيو العديد من التقاليد الحقول الكونية لطاقة قوة الحياة في أساطيرهم عن الخلق واستخدموا أشكالاً مختلفة من هذه الطاقة في ممارساتهم العلاجية.
وتحذو المعالجة بطاقة الريكي حذو هذا التقليد الجليل الموغل في القدم في جميع أنحاء العالم.
في العهد القديم، كانت كلمات الله الأولى في يوم من أيام الخلق: "ليكن نور".
وتبدأ الأسطورة اليونانية عن الإلهة غايا بصورة لها مندفعة على شكل دوامة خارج الظلمة، ملفوفة بأوشحة بيضاء فضفاضة.
وينظر الهندوس إلى الخلق الأصلي بوصفه دوامات مشكَّلة في بحر من الحليب، وهو تمثيل مجازي لحقل طاقة يكثِّف المادة من الفراغ.
أما القبالة Kabbalah، وهي التقليد الصوفي اليهودي الذي بدأ حوالي العام 538 قبل الميلاد، فيشير إلى نفس هذا البحر الأولي من الطاقة كضوء نجمي، أو Ain Soph Aur [3].
كانت فكرة طاقة نقطة الصفر، بشكل من الأشكال، عود إلى نماذج مبكرة للكون. ولاقت هذه الفكرة عن الحقل الكوني للطاقة قبولاً من كل الثقافات القديمة على وجه الأرض.
وسواء دُعيت روحًا Spirit أم برانا[4] prana أم تشي[5] chi أم أثير aether، أو أي مسمى آخر، كان الاعتقاد السائد في الكثير من التقاليد الدينية أنها الطاقة البدائية التي أطلقت شرارة الخلق والعاملة على إدامته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق